لا أعلم إن كانت هذه المشكلة تستحق لفظ مشكلة.. كنت في حوالي الخامسة عشر من عمري.. عندما جاء متدرب جديد إلى مدرستنا.. لفتتني وسامته الصارخة.. و استفزني هدوؤه و ابتسامته التي لا تفارقه أبدا.. كنت أقنع نفسي بأنه متدرب كباقي المتدربين.. سيمضي فترته في المدرسة ثم يذهب.. أصبحنا نلتقي صدفة في الاستراحة.. نتبادل التحية و بعدها أحاديث عادية عن سير الدراسة… أحسست و لأول مرة بقلبي يخفق بسرعة.. بالتوتر.. بأنني لا أريد للزمان أن ينتهي… كنت أمر من فترة صعبة و لاحظ ذلك فأخذ ينصحني برفق دون أن يصر على معرفة مشاكلي مادمت لم أبح له بها.. إنه حنون.. أصبحت متعلقة به.. أصبحت خائفة أن أحبه.. لم أنتبه إلا و قد غرقت في مستنقع حب متدرب شاب.. ليس ككل الشباب.. مرت السنة بحلوها و مرها.. و أخذ قلبي ينزف لأنه حان وقت مغادرته.. فالسنة المقبلة لن أراه.. و في أحد الأيام من أيام آخر السنة.. أتى إلي و طلب مني أن أترك لديه كتابي كذكرى.. صعقت.. لماذا أنا بالذات؟ رغم أن جل الفتيات بالمدرسة معجبات به و لا يطلبن إلا رضاه بل و تختلقن الفرص للتكلم معه في شتى المواضيع؟ لم أنا؟ أجبته باضطراب بأن هذا من دواعي سروري… حددنا موعد اللقاء.. وجدته أتى قبلي.. و أعطيته الكتاب.. و لم أنتبه لمجموعة أبيات شعرية كنت ألفتها عليه.. بدأ يتصفح الكتاب و قرأ أول الأبيات الشعرية.. و كأن خنجرا انغرس في قلبي.. خطفتها من بين يديه و قلت له هذه ليس لك.. بقي صامتا.. و أنا مترنحة.. خفت أن لا أراه مرة ثانية.. كدت أن أقول له أنا أحبك.. لكن وصلت إلى طرف حنجرتي و لم أبح بها.. لم أنتبه إلا و الدموع تنهمر.. و هو واقف لا يفهم شيئا.. ذهبت جريا.. كنت أشعر بالاختناق.. لم تكن قدماي تقويان على حملي.. أمضيت تلك العطلة الصيفية كالجحيم.. عابسة دائما.. أفكر فيه دائما.. في ذلك الرجل الذي حرك في قلبي مشاعر نبيلة.. في ذلك الرجل الذي لا أعرف أين هو و لن أراه مجددا.. حلت السنة الدراسية الجديدة.. و ذهبت إلى المدرسة بابتسامة مصطنعة.. و بقلب مهموم.. فإذا بي أراه هناك.. لقد أصبح أستاذا للثانوية.. فرحت جدا.. جاء ليسلم علي.. كانت الفرحة واضحة جدا من عيناي… كنت أنا في المستوى الأول بكالوريا.. بينما هو يدرس المستوى الثاني بالبكالوريا.. بعد ذلك.. بدأت الإشاعات من طرف التلميذات.. انظروا إنها الفتاة التي تعشق أستاذا بالمؤسسة.. تألمت لأنه في بداية مشواره المهني.. و لن أقبل أن تتلطغ سمعته بسببي و لو على حساب سمعتي.. أصبحت أتجنبه كلما مر.. إذا رأيته قادما من بعيد أغير الطريق.. كان قلبي يحترق و أنا أراه من بعيد.. و لا أستطيع حتى أن أتكلم معه.. فهو الأستاذ الوسيم الشاب المتميز الذي تحوم حوله كل الموظفات بالمدرسة و كل التلميذات.. و أنا الفتاة المسكينة التي تحبه سرا و تتجنبه لكي لا تجلب المشاكل له.. في نفس الوقت.. تعرفت على فتى آخر يدرس معي في نفس الفصل.. أحبني هذا الفتى بجنون.. عمل المستحيل كي أحبه.. لكن ثمة شيء ما في قلبي ملك للأستاذ.. قبلت أن أجرب.. عرفني على أسرته.. كنت أرى جنون الحب في عينيه.. جنون الشغف.. حماني من كل شيء.. حتى من نفسه.. كان يريدني أكثر من أي شيء آخر… كنت نبض الحنان الذي لم يجده في والدته… فتح لي قلبه و حكى لي عن كل أسراره و أسرار عائلته.. كنت كاتمة أسراره.. كنت حياته.. كنت صحته التي فقدها بعد أن قررت الابتعاد عنه.. كنت كبرياءه الذي يدوس عليه من أجل خاطري و راحتي… و لكن في أعماقي.. يختبئ ظل رجل آخر.. ظل رجل أحبه.. و لكن خبأته في نفسي و قررت أن أصبح مخلصة للفتى الذي لم يبخل علي بأي شيء.. حتى أسرته عرفني عليها.. أصبحت أتقبل الواقع.. أصبحت أبتسم في وجه هذا الفتى.. أصبحت أنا و هو “نحن”.. بل و كنت أخبر والدي عن كل تحركاتي معه.. و في يوم من الأيام.. كانت مع هذا الفتى نتجول في الأرجاء.. كان يقول لي بأنني أثمن شيء لديه في هذه الدنيا… بأنني ملكت قلبه… و لا يستطيع أن يعيش بدوني.. و أنني تلك القوة التي تجعل قوته الرجولية تتحول ضعفا أمامي.. لم يتمالك نفسه و حاول معانقتي.. قاومته.. فعانق بشدة أكثر.. كنت أحس بطيف الأستاذ ينتفض داخلي.. فدفعته و صرخت.. و كأنني صفعته فأفاق من غفلته و بدأ يعتذر.. اعتبرت تصرفه خيانة للأمانة و تهور.. و قررت قطع علاقتي به نهائيا.. توسل إلي.. بكى أمامي.. انتظرني ساعات و ساعات.. ترك لي الرسائل الطويلة.. و أنا أجيبه بقسوة.. فقد تجاوز حدود الممنوع.. كنا في شهر ماي.. و بعد شهر.. سنجري اختبارات المرور إلى السنة الموالية.. أحسست و كأنني حرة من جديد… و كأنني لم أعد مضطرة لإخفاء نظراتي لكي لا أكون خائنة.. أصبحت أرى الأستاذ … من بعيد.. لكنني لم أعد أتحمل ألا أتكلم معه و لو حتى لتبادل التحية.. عدنا لنتكلم الساعات الطوال.. حكى لي عن حياته.. عن دراسته.. عن تخصصاته.. لقد حقق كل هذا في عمر صغير جدا..كنت تلك الفتاة المتعطشة لسماع كلماته الهادئة.. و طريقة حديثه المتزنة.. كان من الواضح جدا من عيناي أنني أحبه.. هو أيضا قرأها.. لكن ضميره المهني لا يسمح له أن يخوض في هذا الموضوع.. و أنا بدوري لا أريد أن أسبب له المشاكل.. في يوم الامتحان.. أتى و لم يتركني… أمضينا الامتحان في مدرسة أخرى.. لكنه أتى و اطمأن.. و بقي حتى أنهينا الامتحان.. لاحظ ذلك الفتى كل النظرات و المشاعر.. و أخبرني بأنني لم أنظر إليه قط كما أنظر للأستاذ.. اتهمني بأنني تركته من أجل الأستاذ.. خفت أن يتهم الأستاذ أيضا بوجود شيء بيننا رغم أنا هذا غير صحيح.. فقلت له أن كل اللوم علي.. و الأستاذ خط أحمر إذا اقترب منه فسوف أحرقه.. إذا أراد شيئا فليحاسبني أنا.. و ليترك الأستاذ و شأنه..و في هذه السنة.. أصبح الأستاذ أستاذي.. مدرسي في الفصل.. بالأحرى مدرسي أنا و الفتي الذي قال لي بأنه لم يتركني و شأني أنعم بالراحة مع خطي الأحمر.. فرجوته أن يغادر.. صدم.. سألني بانغعال : كيف تريدينني أن أغادر و أنا الذي قررت تغيير شعبتي لتطابق شعبتك فقط من أجلك.. قلت له إن كنت تحبني فغادر و دعني و شأني.. فأجابني بأنه سيغادر.. لأنه لن يتحمل نظراتي للأستاذ و نحن الثلاثة تحت سقف واحد.. بأنه سيغادر مرغما عنه.. بأنه سيغادر و يطمع في صداقتي … لا أخف بأنني شعرت بالراحة عندما ذهب.. فقد كانت نظراته و كأنها تراقبني في كل خطوة أخطيها.. و الأن.. أصبح الأستاذ أستاذي.. أصبحت ملزمة أكثر بأن لا أتحدث معه كثيرا.. بأن أحد من نظراتي نحوه.. فما أكثر الاشاعات.. المشكلة هو أنه علم بأنني أحبه.. فقد وجد صورته معي.. و منذ ذلك الحين و هو تارة يتكلم معي بكل رقة.. تارة أخرى يتجاهلني بقسوة.. و أنا كالصنم في الفصل لا أحرك ساكنا في حصته.. لا أشارك.. نتكلم فقط في آخر الحصة عندما يذهب باقي التلاميذ .. لا أستطيع أن أكون تلميذة من أحبه.. من أسرني بثقافته و أدبه و علمه و دينه.. فهو مع علمه لمشاعري لم يستغلني يوما.. احترمني دائما خاصة عندما نكون في قاعى لوحدنا نتكلم لساعات طوال..بل و لم يحرجني.. لقد أخجلني بوعيه و تفهمه.. لكن صمته يعذبني… لا يمكنني استراق بعض دقائق بعد الحصة لنتبادل الكلام الرسمي بعد أن كنا قد تجاوزناه.. إنه أول إنسان عزز ثقتي بنفسي.. نصحني في أوج ضعفي… ساندني في أصعب أوقاتي… حرك في مشاعر جديدة مدة ثلاث سنوات.. لم يتعد أبدا الحدود الأخلاقية معي.. بل أسرني بنبل أخلاقه و كيفيه حبه لوالديه .. لكن صمته يقهرني.. أضبطه ينظر إلي ، لكنه يغير منحى نظراته عندما تلتقي أعيننا.. لكنه واقع مجتمع.. ذلك الذي يجرم كل هذا بين التلميذة و الأستاذ… و يدخله في خانة الطابوهات…
الوصف
مشاكل الحب الاول وحلولها لدى الرجل أو المرأة، الشباب والبنات
بحث مصريات
COPYRIGHT (C) 2024موقع مشاكل وحلول | احد مواقع شبكة مصريات
لست مثل الاخ اللي اثني عليك واعجب بماتفعليه مع ذلك الاستاذ من العشق والغرام واللهفة عليه والمشاعرالحارة والعواطف الجياشة لا تصرفك خاطئ مائة بالمائة وماهذا الا اعجاب منك بالاستاذ ودي سلوكيات غير اخلاقية وقعت فيها البنت المحترمة المؤدبة ابدا ماتعمل كدا انت فتاة مراهقة وكل تصرفاتك طيش وتهور واندفاع قد تجلب لك المزيد من المتاعب وتوثر عليك وعلى سمعتك وسمعة اهلك وتخلي الناس تاخذ عنك فكرة وحشة وانك مش محترمة الى اخره هل تقبل على نفسك كده ان الناس وزملايك في المدرسة يقولون عنك كدا وكدا فكري في دراستك ومستقبلك يابنت الناس واقلع عن تلك التصرفات المحرمة والغير اخلاقية وابعدي عنها ومن الافضل انك تروح لمدرسة اخرى عشان تبعدي عن هذا الاستاذ وتنسيه تماما وبرضو زميلك الشاب اللي يدرس معاك ابعدي عنه وتاكدي انه لايحبك وقاعد يتسلى بك ويتحين الفرص لاجل الايقاع بك وقد يفضحك امام اهلك وكل الناس بانك على علاقة حب مع هذا الاستاذ ويلوث سمعتك فالحذر كل الحذر من تلك التصرفات وابعدي عنها نهايئا وربنا يسترعليك ويصلح حالك ويهديك ويؤفقك في دراستك
يا الله علي المشاعر الحلوه دي .. انا دخلت عشان اقولك انك انتي كمان استاذه وخلتيني أعيش وانا بتجول بين كلماتك بإحساس الجمال والحب واللهفه والإخلاص لمن نحب.. ودخلت عشان اقولك ربنا يسعدك ويرزقك بكل حاجه حلوه عشان بجد باين عليكي انك شخصية محترمه ومهزبه ومثقفه وتستاهلي كل حاجه حلوه