دكتور أنا فتاة أبلغ من العمر تقريبا 17 سنة أوقفني أبي عن الدراسة بسبب شاب كان يضايقني و يمنعني من المرور أثناء ذهابي للمتوسطة التي كنت أدرس فيها ….هذا عندما كان عمري 13 سنة …تأثرت كثيرا حاولت الهروب من المنزل عدة مرات بسبب قساوة أبي عليّ و تعامله اامختلف بيني أنا و أختي (أبي عسكري يعني يحب يمشي الأمر كيما يحب و ما تهمو نفسيتي) …..صبرت و صبرت و صبرت و لكني تعبت كثيييييييرا و دائما ما أحس نفسي زائدة في المجتمع …..حاولت تخطي المشكلة بنفسي حاولت وحاولت وحاولت حتى استطعت إقناعه بالدراسة عن بعد أنا اليوم و الحمد لله أدرس عادي و لأنو معدلاتي عالية جدا تغيرت تصرفات أبي معي كثيرا و لكنه يمنعني من الخروج بمفردي و أنا مختنقة من البيت جدا جدا جدا .. وأي واحد احب أحكيلو يقولي أنتي مجنونة و معقدة انتي عايشة أحسن عيشة في الدنيا اكل شرب البسة فاخرة بيت كبير ما خصك أي شيء واحد ما يحس بيا و أنا دائما أطالع عن علم النفس (حلمي أكون دكتورة نفسية) ألقى أعراض
الضغط النفسي و الإكتئاب ..إلخ و كلها عندي أنا لا أريد التداوي بالجلسات النفسية و لكني لا أستطيع الخروج من البيت لوحدي و لا يمكنني إخبارهم برغبتي في العلاج لأنهم سيمانعون و يوبخوني (ولا أريد المحاولة معهم أيضا) حاسة روحي رح تخرج من جسدي أصبحت آكل كثيييرا أي شيء وفي أي وقت و وزني زاد كثيييييرا 12كيلو في سنة واحدة !!!! لم أعد أطيق شيء و أصبحت فقط أحب الجلوس و حدي و الأكل أو أسلي نفسي بتصفح الأنترنت أو بمكالمة ابن عمتي فهو يبدو لي متفهما لحالتي كثيرا و لكنه يؤيد خاله في تعامله القاسي معي أصبحت أتصل به كثيرا و أحكي له ما أشعر به أشعر أنه يشفق علي لذلك يحادثني
أنا مهمومة و أريد الإنتحار رغم أني أعلم ماذا بعده و لكني سئمت الحياة لا أرى أن لي دورا فيها أريد البكاء بصوت عالي و لكن لا أستطيع المهم أني أكاد أنفجر أرجوكم انصحوني ماذا أفعل بحيال نفسيتي أظن أني أصبحت معقدة لم أعد كما كنت أنتصرف بخفة و جنون و أضحك كثيرا و لا أتأثر بشيء و الآن أصبحت حساسة لأبعد الحدود قد تبكيني مزحة و أصبحت انطوائية و ضعيفة الشخصية و أريد أن تنصحوني أيضا بخصوص تعاملي مع ابن عمتي
…..أرجو الإجابة على سؤالي
جزاكم اللّه خيرا
اعجبني رد الاخ -ابوعبدالله – جزاءه الله كل الخير على ماذكر فهو الراي الصايب والصحيح اتمنى من الابنة السائلة ان تستفيد مما ذكره لها وتعمل به لمافيه الخير والصلاح في حياتها والله الهادى لسواالسبيل
عزيزتي.. دعينا نتدبر سوياً قول الله -سبحانه و تعالى-: “وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُهْتَدُونَ”.
في الآية الكريمة يبين الله -سبحانه وتعالى- لعباده أنه مبتليهم ببعض الابتلاءات منها الخوف الذي ابتلاك بك، فكوني من أهل البشارة، نعم كوني من الصابرين الذين يتحملون ما أصابهم فلا يجزعون بل يحتسبون عند الله أجر صبرهم على ما أصابهم، ويذكرون الله في مصيبتهم بقولهم: “إنا لله وإنا إليه راجعون” إنكِ إن كنتِ منهم فينالك نصيبك من البشارة بأن الله يصلي الله عليكِ ويعدكِ بالرحمة ويمدحك بأنك من المهتدين.
وإن لصبرك علامات أولها: أن تعلمي أن البلاء من الله لحكمة، ولم يظلمك عندما ابتلاكِ بل أراد بكِ الخير، وأي خير أعظم من تلك البشارات الثلاث.
ثانياً: أن لا تقولي إلا خيراً، ومن خير ما تقولينه حين نزول البلاء “إنا لله وإنا إليه راجعون” هذا الذكر الطيب يذكرك بالله وأن الأمر بيده، فنحن لله يفعل بنا ما يشاء، وإنا إلى ربنا راجعون، فيجازينا على أعمالنا وأقوالنا في هذه الدنيا.
وثالثها: الاستعانة بالله لرفع البلاء وعدم الاستسلام له، فالمسلم يكابد البلاء ويدافعه، فاسألي الله في صلاتك الفرج وأن يسخر لك، وأن يكفيك كل سوء وشر.
عزيزتي.. إن التعامل مع البلاء باحتساب أجر عند الله ورجاء فرج منه -سبحانه وتعالى- يوجد في نفسك رضًا وطمأنينة، ويزيدك قوة وصلابة في معالجة مشاكل هذه الحياة، والعدل سبحانه لا يُضِيع أجر من أحسن عملاً، فإن صبرتِ على البلاء واحتسبتِ الأجر عند الله فإن الله سيُرضيكِ يوم القيامة، وسيجعل ما مر بكِ من بلاء كفارةً لذنوبكِ، ورِفْعَةً في درجاتكِ عند الله، أما إن جزعتِ وعمدتِ لإنهاء حياتك بالانتحار فإنك تُعَدِّين من الساخطين الخاسرين المبشرين بالعذاب، وجاء في الحديث عن جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِرَجُلٍ قَتَلَ نَفْسَهُ بِمَشَاقِصَ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ”.
لقد تعجل الرجل الموت فقتل نفسه بمشاقص –أي بسهام عِرَاضٍ– فلم يصلِّ عليه الرسول –صلى الله عليه وسلم– أتتمنين هذه الميتة؟! إن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يُصَلِّ على من قتل نفسه منتحراً، وجعل غيره يصلي عليه، فصلاة الرسول- صلى الله عليه وسلم -رحمة للميت ببركة دعائه- عليه الصلاة والسلام -، وعن ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: مَنْ حَلَفَ بِمِلَّةٍ غَيْرِ الْإِسْلَامِ كَاذِبًا مُتَعَمِّدًا فَهُوَ كَمَا قَالَ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ عُذِّبَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ” رواه البخاري، وفي رواية لمسلم: “وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ”.
أحسب أن الشر الذي يلحق المنتحر أعظم مما قد يصيبه بسبب البلاء في الدنيا، والله كلفنا بالصبر على البلاء، وأعد للصابرين أجراً عظيماً، فلتصبري على البلاء، واسألي الله الصبر والفرج، وتأكدي تأكدي أن الفرج قريب، وأن الصبر وإن كان أوله مرًا إلا أن نهايته فَرَجٌ وسرور، وكم من مُبْتَلًى ضاقت عليه الأرض بما رحبت، أمسك نفسه عن الجزع، ولزم ذكر الله والصبر، ففرج الله كربته من حيث لم يحتسب، فعليكِ بالصبر إلى أن يفرج الله كربتك، وتأكدي أن صبرك خيرٌ لكِ من إنهاء حياتك، بل والله إن مجرد الصبر على البلاء خير، وتذكري قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذلك إلا لمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له” رواه مسلم.
أسأل الله أن يثبت قلبك على دينه، وأن يرزقك الصبر ويفرج كربتك.