أنا مراهق عمره 16 سنة ، أدرس في المرحلة الثانوية ، في المدرسة الإبتدائية كنت تلميذا متفوقا بجدارة لدرجة لا يمكن تصورها ؛ ذلك كان بسبب مثابرتي و حبي الشديد للنجاح ، إستمر ذلك 6 سنوات لكن في عامي السابع ، أثر رفاق السوء علي إضافة إلى دخولي مرحلة المراهقة في تلك الفترة ، تغيرت طريقة تفكيري تماما إذ ساءت أخلاقي و تدمر حبي للنجاح و التفوق.
في العام الذي يليه إبتعدت عن من ألحقوا الأذى بي لكنني في المقابل أضعت وقتي باللعب و الإستهتار ، أهملت دراستي و إنخفضت علاماتي لدرجة لم أتصورها قط ، و يا كم من مرة أضطررت لرؤية غيري سعداء و هم يكرمون بينما أقف عاجزا عن التغيير.
مرت 3 سنوات على هذا الحال و بدخولي الثانوية قابلت أشخاصا لا أعرفهم لكنهم أعطوني إهتمامهم و إحترامهم لي لظنهم أنني أحسن منهم على الأقل لم يحتقروني كغيرهم ، شعرت بالسعادة لوجودهم بجانبي ، لكن درجاتي أثرت على نظرتهم إلي ، شعرت كما لو أنهم يتجاهلونني أو يبتعدون عني لأنني لم أكن بمستواهم ، قررت أخيرا أن أغير نفسي بأن أصبح الشخص الذي كنت عليه سابقا و رسمت خططا في مخيلتي بأنني سأري الجميع قدراتي ، درست و درست و درست حتى شعرت بالجنون ، قادني تفكيري إلى لوم نفسي بشدة فلولا تكاسلي و ضعفي لأحترمني الناس و زاد شأني أمام رفاقي و أساتذتي ، أنبني ضميري لدرجة كادت تفقدني صوابي.
يوما بعد يوم و أنا أتألم في صمت ، زرت طبيبا بسبب ذلك فقد أصبحت أستفرغ كثيرا و لا أتناول من الطعام قضمة ، أثار هذا قلق زملائي علي فحاولوا تشجيعي و مواساتي لكنني شعرت أنه لا فائدة من ذلك لأن الألم لا يزال يلازمني ، جاءت فترة الفروض و أنا مستعد و كلي يقين أنني سأنجح ، رغم ذلك كنت خائفا من الفشل ، فقلبي كان طعما سهلا للذعر و اليأس و لسوء الحظ فشلت في أغلب المواد الأساسية ، لن تصدقوا كمية الإحباط التي تجرعتها كلما أمسكت ورقة إجاباتي و الكل سعيد بنتائجه.
فقدت الأمل تماما و كسرت ثقتي بنفسي ، البعض حاول مواساتي و بعضهم تلذذ بفشلي الذريع رغم محاولاتي ، و ما زاد الأمر سوء هو أنني وعدت رفاقي أن أظهر لهم قدرتي لكنني بدوت كالمغفل هناك ، زاد خوفي حيال مستقبلي و على ما سأغدوا عليه.
إنتهى العام الدراسي تقريبا و لم تبقى سوى الإختبارات ، هل سأنجح ؟ هل سأفشل ؟ هل سيضيع جهدي سدا ؟ هل أنا مجنون ؟ أم أنني مجرد فاشل بائس يائس مثير للشفقة ؟ كيف أتغلب على خوفي من فشلي ؟ و كيف أجدد ثقتي بنفسي?