أنا شاب مصري من محافظة القليوبية مدينة بنها عندي 26 سنة حاصل على ليسانس ألسن (لغات) قسم اللغة الإيطالية و لغتي الإنجليزية مقبولة، بعدما تخرجت أتممت الخدمة العسكرية، و بعد ذلك بحثت عن عمل وعملت موظف إستقبال في فندق في الساحل الشمالي.
كان العمل شاق و معاملة قاسية من مديري و هناك ضغط رهيب على نظرا لكونه أول عمل في حياتي بالنسبة لي، و لكن كان لدي الحماس والرغبة في الإستمرار نظرا لاحتياجي للمال.
و بالفعل ظللت أعمل بهذا الفندق لمدة 7 أشهر، وكان فندقا موسميا يعمل فقط في فصل الصيف بعد ذلك يتم إغلاقه عند حلول الشتاء.
أنهيت عملي في الفندق ثم بحثت عن عمل آخر في شرم الشيخ ، كان هناك أحد المعارف من بلدتي قد عرض علي العمل في شرم الشيخ كمرشد رحلات نظرا لأنني أجيد التحدث بالايطالية فأنا قد درستها في الجامعة و أعطاني رقم شخص معين للاتصال به للتنسيق معه و ترتيب أموري للسفر لشرم الشيخ للعمل معه كمرشد رحلات ، وبالفعل قمت بالاتصال به و أخبرني أنني سأعمل مرشد رحلات في شرم الشيخ براتب مجزي و قمت بتجهيز حقائبي و حجزت تذكرة إلى شرم الشيخ.
في الحقيقة عندما وطأت قدمي أرض شرم الشيخ لم أطقها و أحسست بغضة في قلبي تجاه هذه المدينة ولم أشعر بها بالراحة النفسية نهائيا ، و ذهبت للعنوان الذى أعطاه لي صاحب العمل (مدير شركة الرحلات)، ففوجئت بمعاملة باردة جدا واستقبال فاتر لأقصي حد و فوجئت أيضا بأن العمل المتاح لي ليس كمرشد رحلات كما أخبرني قبل السفر إلى شرم الشيخ بل إن العمل المتاح هو بائع رحلات على الشاطئ ( sales ) و هذا عمل يحتاج إلى خبرة شديدة جدا جدا جدا و يحتاج إلى حس خاص و ملكة في شأن التسويق والبيع.
و أعطاني غرفة قذرة مع ثلاثة أشخاص يدخنون الحشيش و أخلاقهم سيئة للغاية، و لم يعطني حتى فرصة للتدريب، بل طلب مني أن أعمل فحسب بلا تدريب بلا خبرة بلا أي شئ.
الوضع كان أصعب ما يمكن لم أتحمل ذلك سوى 24 ساعة فقط و تركت المكان سريعا و انصرفت و كنت على وشك العودة إلى بنها ولكن وجدت رقم هاتفي يتصل بي يخبرني أنه أحد زملاء أخي (بالمناسبة أخي يكبرني سنا ب 11 عام و يعمل كموظف موارد بشرية في إحدي الشركات بالكويت) و قال لي أنه علم بمشكلتي عن طريق أخي حيث أنني كنت قد أخبرت أخي بمشكلتي و أخبرني أنه لديه معارف في شرم الشيخ وسوف يحاول إيجاد عمل مناسب لي، و طلب مني أن أنتظر ولا أعود إلي بنها سريعا، بالفعل انتظرت واتصل بي مرة أخرى و أخبرني أنه وجد لي عمل كموظف استقبال في احدي الفنادق، فذهبت إلي الفندق و قابلت مدير مكاتب الاستقبال وقام بتعييني و لكني لم أشعر بالراحة النفسية في الفندق ولا مع زملائي في العمل، وكان العمل به اختلاف كبير عن العمل في فندق الساحل الشمالي الذي عملت به من قبل بالرغم أن الوظيفة هي نفسها ( موظف استقبال )، حاولت الصمود و لم أكن أشعر بالراحة النفسية نهائيا، ولكني كنت أعمل فماذا أفعل.
ولكن عندما أعلمني مديري أنني لن أحصل على إجازة إلا بعد شهرين ونصف الشهر من تاريخ بداية عملي في الفندق (حيث أن العمل بالفنادق عمل يومي سبعة أيام في الأسبوع لا توجد أجازات أسبوعية بل الأجازات شهرية فعندما يعمل الموظف لمدة 23 يوم متواصلين يحصل علي 7 أيام أجازة ) و هذا لا يحدث علي أرض الواقع، فالمدير أخبرني أنني سأحصل على إجازة بعد شهرين ونصف الشهر وهذا أمر مستحيل بالنسبة لي، فأنا أساسا أكره العمل المتواصل بلا راحة ولا أطيقه خاصة أنه عمل به ضغط ذهني و بدني، فموظف الاستقبال يبقي واقفا على قدميه طوال فترة ورديته التي قد تصل إلي 12 ساعة، فعندما أخبرني مديري بذلك قررت فورا أن أترك العمل بعد أن أكمل شهرا كي أحصل على راتبي، وبالفعل عندما انتهى الشهر أنهيت عملي وقدمت استقالتي وحصلت علي مستحقاتي المالية (مرتب شهر).
و عدت إلي مدينتي بنها و بحثت عن عمل آخر به استقرار و راحة أفضل من أعمال الفنادق القاسية، بالفعل وجدت عمل كموظف خدمة عملاء يتحدث اللغة الإيطالية في شركة بالقاهرة تعطي راتب مجزي وعمل غير شاق بدنيا و تدريب مدفوع الأجر و إجازة أسبوعية (يومين بالأسبوع) ومعاملة حسنة من قبل المديرين والزملاء، في الحقيقة كانت بها كل المميزات.
ظللت بهذا العمل لفترة طويلة قاربت على السنة، وكنت في قمة الراحة النفسية، وأثناء عملي بهذه الشركة قام أخي الذي يعمل بالكويت بإرسال لي تأشيرة للسفر معه والعمل بالكويت، ولكنها كانت تأشيرة حرة، فأنا لن أسافر على عمل محدد بل سأسافر بلا عمل وهناك أقوم بالبحث عن عمل.
و تكلف هو بكل أموري و أوراقي و حتي تذكرة الطيران وسافرت بالفعل، كان ذلك في بداية شهر مارس هذا العام وبدأت أزمة انتشار فيروس كوفيد 19، وظللت أمكث في السكن مع أخي بلا عمل حتى شهر سبتمبر، وأثناء بحثنا عن عمل قام أحد المعارف بإخبار أخي أن هناك أحد الشركات تطلب موظفين مبيعات sales يقومون بالاتصال بالعملاء و عرض عليهم أجهزة تليفون وباقات إنترنت و ما شابه ذلك، و لكن أنا لا أجيد هذه الوظيفة فأنا لا أتمتع بملكة إقناع العملاء والبيع لهم، ولكن نظرا لأنني عالة علي أخي الذي ينفق علي منذ فترة طويلة في الكويت قبلت بالعمل، ولكني فوجئت بأن التدريب غير مدفوع الأجر و أن العمل قد يصل إلى 12 ساعة يوميا، بالرغم من أن شئون الموظفين أخبرتني بأن العمل 8 ساعات فقط، وأن فترة التدريب يعقبها اختبارات عملية قد ينجح بها الموظف وقد لا ينجح، و إذا لم ينجح فلن يقومون بعمل عقد عمل معه وتضيع عليه تكاليف مواصلاته و طعامه ومجهوده طيلة فترة التدريب.
وقبلت بذلك على مضض، ولم يكن يعجبني هذا العمل ولا أشعر براحة نفسية به ولا حتى كفاءة، فأنا ضعيف جدا جدا وليس لدي ملكة البيع و إقناع العميل.
حاولت في الاختبارات العملية أكثر من مرة ولكن من كان يختبرني أخبرني أنني لا أمتلك ملكة و حس البيع و أنني مرتبك، وفي الحقيقة أنا لا أريد أن أطلب فرصة أخرى لأنني لا أشعر أنني سأحقق شيئا جيدا في هذا العمل.
في الحقيقة أنا خائف بل مرعوب من أخي فبمجرد علمه أنني تركت التدريب لهذا السبب( أنني لا أشعر بالراحة النفسية ولا أتمتع بالكفاءة ولا أمتلك فن البيع والتسويق) سوف يثور غضبا ويقوم بتوبيخي أشد التوبيخ قد يصل إلي التقليل من شأني، و وصفي بأبشع الصفات (مثل : إنت غير مسئول، إنت لا يعتمد عليك، إنت مره عمرك ما هتبقي راجل، أنا هفضل أصرف عليك لغاية امتى؟ احنا لاقيين شغل؟؟؟ إحنا محتاجين كل قرش، احنا في غربة) و أخي شخص عصبي في الأساس ومتهور وعندما يثور تصدر منه أبشع الألفاظ و أقسى صور المعاملة و الحدة في الكلام والمعاملة) أنا مذعووووور جدا و أخشى أن أبلغه .