مشاكل الشباب النفسية

أنا فاشل ومقهور

أنا أعاني حلة نفسية صعبة جدا أنا فاشل فشلا تاما في حياتي .أنا شاب أبلغ من العمر 23 سنة نشأت في وسط فقير جدا عشت طفولة متأزمة نفسانيا فلم يسبق لي أن سافرت خارج منطقتي في حياتي ففي كل عطلة حين يسافر جل أقراني أشعر بقلق شديد لأني سأضل حبيس بلدتي ..الى درجة أن الوضعية أثرث بشكل سلبي على دراستي . وفي مرحلة الثانوي ازدادت حاجياتي ومصاريفي وهو ما ليس بمقدرة والدي تحقيقه نظرا لراتبه الدي بالكاد يكفي لقوت يومنا وهو الأمر الذي دفعني إلى الاشتغال في العطل وخصوصا عطل الصيف في المزارع تحت ظروف قاسية جدا تتسم بالحرارة المفرطة والأعمال الشاقة ناهيك عن الاهانة والسب والشتم من طرف المشرف على العمال . هدا في الوقت الذي يستمتع فيه الآخرون بالسفر والسباحة على الشواطئ وهو ما يجعلني أتألم لأنني محروم من كل تلك اللحظات التي يتمناها كل مراهق في سني . ورغم كل هده الضغوطات كدحت وصبرت من أجل الحصول على بعض المال يمكنني من شراء مستلزمات الدراسة وبعض الملابس إلى أن حصلت على شهادة البكالوريا وظننت أنها الخلاص لكني وجدت نفسي مضطرا للسفر إلى المدينة القريبة لبلدتنا وهناك خضت سنتين من الكفاح توجت بالحصول على شهادة في إدارة الفنادق لكن بميزة لا بأس بها نظرا لضعف مرد وديتي بحيث لا أستطيع التركيز في دراستي بشكل جيد بسبب تشتته اد يسيطر علي شرود الدهن فكل ما أفكر به هو وضعيتي ومستقبلي المجهول . بعد حصولي على الدبلوم بحثت عن عمل بدون جدوى لأجد نفسي مجرد حمل ثقيل على عائلتي الصغيرة فوالدي المريض مازال يكافح من أجل توفير عيشنا فكلما تأملت في الوضع أبكي بحرقة شديدة لأني لا أستطيع أن أفعل شيئا في حياتي يجعلهم يفتخرون بي بل العكس مند دالك صرت أشكل عبئا عليهم وهو ماجعلني عصبي المزاج . تلك الأحلام التي نسجتها في طفولتي ضرب من الوهم صرت أعيش واقعا مريرا حتى بنيتي الجسدية هزيلة فوزني لا يتجاوز 54 كيلوغرام بسبب كثرة الضغوطات النفسية.
وحين أخرج إلى الشارع وأنظر الى شباب في سني بسيارات فارهة ألعن حظي العاثر وألعن بلدي الدي تغلب عليه الفوارق الاجتماعية أصبحت أحس أني شخص فاشل رغم أني حاولت ملئ وقت فراغي بتطوير مهاراتي وتعلم أشياء جديدة إلا أني أفشل بسبب صعوبة التركيز . أصبحت أعاني من عزلة قاتلة بدون أصدقاء أو معارف. فحين أخرج من المنزل أحاول تفادي الجيران تجنبا لفضولهم فكل أسئلتهم تدور حول عملي مادا درست وما أدى أعمل . ..معظم أوقاتي أقضيها في مقهى الانترنت هربا من أجل التخلص من الفراغ القاتل وهو ما يدفعني إلى القيام بالمستحيل من أجل تدبر دريهمات تمكنني من الهروب لبضع ساعات من عالمي المؤلم إلى العالم الافتراضي . فحين ألاقي أشخاصا أعرفهم أحاول أن أبدو سعيدا لكن بنيتي النحيفة ووجهي الشاحب لا يوحي بدالك. وغالبا ما أقع في مشاكل مع والدي فوالدي عصبي المزاج فكلما صرخ في وجهي أصرخ أيضا بشكل لا إرادي لأشعر بعدها بالندم رغم محاولتي من أجل السيطرة على نفسي . وأقول في نفسي لو وجدت عملا لما كان يعاملني بهده الطريقة فأنا مجرد عبئ وكائن غير منتج يعيش عالة على أسرتي الفقيرة. قرأت الكثير من كتب تطوير الذات وسبل تحقيق النجاح وتطوير الثقة بالنفس لعلها تساعدني في خروجي من أزمتي لكن شتانا بين الكفاح والواقع وخرجت بفكرة واحدة وهي أن عوامل النجاح في الحياة تكمن بالأساس في الحظ والبيئة الاجتماعية التي نشأ فيها الشخص. صرت أفكر في طريقة تخلص عائلتي من العبئ الدي أشكله أتمنى لو أغادر بلدي بشكل مطلق ..في الحقيقة لا أجد كلمات للتعبير عن الاحباط والغربة التي أعيش فيها صرت أكره بلدي بل كل الوطن العربي . أكره هدا البلد الدي أحمل جنسيته والدي لا أملك شيئا يبرر ارتباطي به فكل مافي الأمر أني ولدت فيه ومجهول . هدا البلد الذي درست في مؤسساته لأجد نفسي نكرة بعد تخرجي فليست هناك أدنى مساعدة أو مواكبة فكل مافي الأمر أنها تلقي بآلاف العاطلين نحو شوارعها في حين تتمتع القلة القليلة باستغلال خيراتها ويتقاضى مسؤولوها وكبارها رواتب خيالية تدفع من أموال الطبقة المسحوقة ليبقى أملنا الوحيد في الله عز وجل .

مشاكل وحلول ذات صلة

اضيف بتاريخ: Saturday, January 12th, 2019 في 21:37

كلمات مشاكل وحلول: , , ,

اترك رداً أو حلاً لهذه المشكلة